الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مهدي جمعة: الدولة لا تصنع الثقافة لكنها مؤتمنة على مناخ نجاحها

نشر في  29 مارس 2014  (15:40)

التقى رئيس الحكومة مهدي جمعة صباح اليوم بدار الضيافة بقرطاج وبحضور وزير الثقافة مراد الصقلي بنخبة من المثقفين والمبدعين والفنانين في مجالات عدة تجاوز عددهم المائتين حيث ألقى كلمة بالمناسبة حيـّى فيها نساء ورجال الفكر والمعرفة والثقافة والإبداع معربا عن سعادته بهذا اللقاء ومؤكدا دور النخب في مختلف المجالات في اشاعة قيم الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية.

 

وأبرز رئيس الحكومة أن هذا الحضور الكريم الذي يضم نخبا ثقافية من مختلف الاختصاصات والقطاعات والجهات والأجيال يعدّ صورة تونس الجديدة المتميزة بالتنوع والثراء قائلا إننا واعون بأهمّية المثقفين ودورهم في بناء تونس الجديدة، تونس الفكر والإبداع والعمل والإنتاج والتجديد، وأنه لا يمكن لهذا الدور أن يتحقق ما لم تـُطرح على بساط الدرس والإنجاز قضايا محورية نظرا لأهميتها وأهمية التشاور بشأنها.

 

وأوضح مهدي جمعة أن سياسة الحكومة في هذا الميدان الحيوي والاستراتيجي ترتكز على تفعيل ما جاء في دستور البلاد الجديد من حق كلّ مواطن في الثقافة بمعناها الواسع، وحقّه في ملكية ما ينتجه ويبدعه في هذا المجال مضيفا إن الدولة لا تصنع الثقافة، ولكنها مؤتمنة على توفير المناخ الذي يساعد على الإنتاج الفكري والأدبي والفنّي، ووضع الضمانات التي تحميه وتمكّن من وصوله إلى كافة فئات الشعب وإبرازه إلى الخارج لتثبيت مساهمة بلادنا في الحضارة الكونية، وتبقى الحرّية من أهمّ هذه الضمانات فهي أساس الإبداع.

 

ومن هذا المنطلق أبرز رئيس الحكومة أن الدولة وضعت مرتكزات سياسة ثقافية تستجيب لتطلّعات المثقفين المشروعة، وتفتح أمامهم مجالات الانتاج والإبداع والترويج لما تجود به قرائحهم مبينا أن المجلس الأعلى للثقافة سيكون بعد تفعيله واحتضانه لأهمّ الشخصيات الثقافية من مختلف الاتجاهات والقطاعات والأجيال والجهات الضامن لاستقلالية المثقفين والحامي لحريتهم.

وتطرق مهدي جمعة في كلمته بالمناسبة أمام المثقفين والمبدعين إلى أهمية دعم الانتاج الثقافي قائلا إنه هو واجب من واجبات الدّولة مهما كانت طبيعة اختياراتها الاقتصادية ومضيفا أن هذا الواجب يحتّم تأمين استفادة المبدع والمتلقي من هذا الدعم، لذلك سنعيد النظر في الآليات المعتمدة حاليا، وسنضع مقاييس عادلة وفاعلة، وسنسعى أيضا إلى تدعيم اللامركزية الثقافية باعتبارها جوهر ديمقراطية الثقافة، وسنؤهل المؤسّسات ونمكّنها من تطوير أدائها والارتقاء بمضامين أنشطتها وتوسيع مجالات إشعاعها، كما سنعمل على إدراجها، مثل بقية الهياكل الثقافية،على غرار مدينة الثقافة، في سياق منظومة إلكترونية متطوّرة لتعزيز هذه الثقافة التي فرضت واقعًا جديدًا وملزمًا.

 

وأكد مهدي جمعة الحاجة الأكيدة إلى توظيف هذه الخصوصية في تعديل الموازين بين تقبّل ثقافة الآخر والترويج لثقافتنا، حتى لا نبقى مستهلكين سلبيين لا إضافة لنا في الحضارة الإنسانية مبينا أن الدولة ستعيد هيكلة التظاهرات الثقافية لتساعد على ترويج إبداعاتنا والتعريف بخصوصياتنا الثقافية مع احتضان الثقافات الأخرى واستيعابها، وسنضع خطة عملية لتثمين تراثنا الزاخر، المادي منه وغير المادي، وبالتالي توظيفه توظيفا محكمًا في الدّورة الاقتصادية للبلاد وفي إثراء منتوج السياحة الثقافية، التي سنُراهن على جعلها رافدًا من روافد الحركة السياحية في شموليتها مبرزا أن هذه الأهداف لن تتحقّق إلاّ في إطار منظومة تشريعية وهيكلية متطوّرة للاستثمار، يكون فيها المجال الثقافي ملازمًا للمجالات الاقتصادية الأخرى، وهو ما سنعمل على البدء في إنجازه بتشريك الخبراء والاستئناس بالتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال.